مكتبة هاروكي موراكامي

مكتبة هاروكي موراكامي  

محمود يعقوب

في شهر تشرين الأول / ٢٠٢١ ، تم افتتاح مكتبة الروائي الياباني هاروكي موراكامي أمام الزائرين ، في جناح خاص بها ، في جامعة واسيدا اليابانية / طوكيو . وأصبح الباحث في الأدب الياباني  روبرت كامبل مستشاراً في المكتبة ؛ وعلى الرغم من أن الأستاذ روبرت ليس باحثاً متخصّصاً بأدب موراكامي ، إلّا أنه لا يخفي إعجابه به ، وهو يستخدم تعبيراً مجازياً فريداً في وصفه لهوراكي  :  ” أتخيّل موراكامي هوراكي وكأنه عنب ناضج ، سقط من الكرمة على أرضية الأدب الياباني والثقافة اللغوية ، تتشبّث جميع أنواع الكائنات الحيّة الدقيقة بقشرته ، لتتولّد بكتريا أصلية جديدة ” .

   هنالك الكثير من المكتبات ، والمتاحف التي افتتحت ، في اليابان ، أو في أيّة بقعة أخرى من العالم ؛ وهذه المنشآت يتم بنائها عادة لكتّاب فارقوا الحياة ، إلّا أن مكتبة هاروكي ظهرت وهو حي يُرزق ؛ وهذا الأمر يفصح عن قوة تأثير الكاتب ، وشعبيته الطاغية في داخل اليابان وخارجها . وفي هذه المكتبة يجري العمل بشعار موراكامي (  استكشف قصصك ، تحدّث عمّا بقلبك ) ، فلا  غرو أن استضافت المكتبة أنواعاً كثيرة ، ومتباينة ، من الفعاليات الأدبية ، والتي تصب في استثارة المواهب الشابة ، وتشجيعها على الإبداع .

   تبرّع موراكامي للمكتبة ، وأعارها مواد قيّمة ؛ تبرز كيف انغمس في حياة قائمة على الكتابة ، لنحو أكثر من أربعين عاماً من العمل الثقافي ، بما في ذلك مجموعة من عشرة ألاف أسطوانة موسيقية ؛ بالإضافة إلى مخطوطات وصور فوتغرافية ، وقصاصات  . لكن هذه كانت البداية فقط ، فهو يريد أن يجتمع هنا الملحنون والقرّاء والموسيقيون كذلك ؛ يجتمع أشخاص من كافة الأطياف ، من اليابان ، ومن جميع البلدان ، ويبتكروا أوجه تآزر من خلال تفاعلاتهم ، من المهم بناء مساحة يمكن للناس فيها التواصل مع بعضهم البعض ، ولإحداث تغييرات شخصية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *