” ما الفهم إلّا خلاصة عدم فهمنا ” .
ـ في الجهة الأخرى من كل شيء ، نعتقد أننا نفهم تماماً ويختفي جزء مماثل من غير المعروف .
ـ يشبه ما نعرفه وما لا نعرفه في العالم الذي نعيش فيه التوأم الملتصقين معاً ، لا يفترقان ويوجدان في حالة الارتباك .
ـ في داخلنا يتقاسم ما نعرفه وما لا نعرفه المكان نفسه . ولا يعني ذلك أنهما ينسجمان معاً دوماً ، ولا يحاولان دوماً أن يفهم أحدهما الآخر ، في الواقع كثيراً ما يكون العكس هو الصحيح ، لا تحاول اليد اليسار معرفة ما تفعله اليد اليمين .
ـ ما أحاول قوله هو أن الناس يتوصلون إلى إستراتيجية ذكية إذا أرادوا أن يتعايش ما يعرفونه وما لا يعرفونه معاً بسلام . وهذه الإستراتيجية هي التفكير .
ـ ما الذي على الناس فعله إذا أرادوا تجنّب التصادم ، وفي نفس الوقت الاستلقاء في الحقل مستمتعين بالسحب الهائمة ، ويصغون إلى نمو الأعشاب ، أي لا يفكرون ، بعبارة أخرى . يبدو الأمر صعباً ؟ .
الأمر سهل ، إنه سهل . الجواب هو الأحلام . الاستمرار في الأحلام . دخول عالم الأحلام وعدم الخروج منه أبداً . العيش في الأحلام ما تبقّى من العمر .
في الأحلام ليس عليك التمييز بين الأشياء بتاتاً . لا وجود للحدود . لذا في الأحلام يندر التصادم . حتى لو وجد ، فإنه لا يسبّب الألم . الواقع مختلف . الواقع يلسع .
الواقع . الواقع .
ـ الفهم جنين أعمى يعوم في سائل النخط الكوني الغامر الذي هو عدم الفهم . وهذا ما يفسّر لماذا رواياتي طويلة بلا معقولية ، حتى الآن على الأقل ، ولا تصل إلى نتيجة لائقة .