سليمان أودينا ، روائي مخيمات اللاجئين .

سليمان أودينا ، روائي مخيمات اللاجئين ،

في إصدار روائي جديد قريباً .

 

   يصدر للكاتب الأرتيري سليمان أودينا ، صاحب رواية ” حبّ في جدّة ” ، ورواية ” الصمت لغتي الأم ” ؛ رواية ثالثة ، أُتِفق على صدورها بطبعتين ، في لندن وفي الولايات المتحدة الأمريكية ، معاً ، في وقت قريب من هذا العام . وهي الرواية التي تحمل عنوان ” العرّافون  The seers ) . وقد كتب أودينا هذه الرواية عام 2022 ، وعزم على نشرها عام 2023 . يقول أنه كتبها على جهاز iphone  الخاص به في غضون ثلاثة أسابيع تقريباً . وكان مثل بركان ينفجر بالكلمات ، والأفكار ، والمشاعر  التي لم يستطع التحكّم بها
. تدور أحداث الرواية  حول لاجئ أرتيري قاصر غير مصحوب بذويه .
                                                   ◘ ◘ ◘
   كان سليمان أودينا مربوطاً إلى ظهر والدته عندما فتح الجنود النيران عليهم . مات ما يقرب من 250 ـ 400 شخص في ذلك اليوم . وعلى مدى السنوات الثماني التالية ، انتقل أودينا من مخيم لاجئين إلى آخر . في رواية ” الصمت لغتي الأم ” يصف المخيمات بأنها بيئات خانقة ، ومخيفة ، وروائحها كريهة ، خالية من الخصوصية ، يتشاجر السكّان فيها على الدوام ، ويتنمّر بعضهم على بعض ؛ ولكن النساء هن اللاتي يتحمّلن العبء الأعظم من الأذى ، حيث يقع عليهن غضب الذكور ، ويتحمّلن تشويه  أعضائهن التناسلية  ، مثلما يتعرضن للضرب والاغتصاب ، وكل أشكال العنف الجنسي . وفي رواياته يتعاطف أودينا بحماس مع النساء ، لما كان يشاهده ويحسّ به في أتون المخيمات وضيمها ” كانت النساء المصافي التي يتم من خلالها تطهير معاناة وطنهن ” .                                                                                                                                                                                                                                            نشأ أودينا نفسه محاطاً بالنساء ، لدرجة أنه يقول : ” عندما تكون صغيراً ، لا ترى الجنس ، وتعتقد أنك امرأة أيضاً ، ثم تكبر وترى مدى ظلم المجتمع لهن ” .
   وُلِدَ أدونيا في عام 1974 في ( أم هاجر ) بأرتيريا ، من أم أريتيرية ، وأب أثيوبي . وفي عام 1976 قُتِلَ والده في مذبحة ( أم حجر ) . وانتقل أدونيا مع أسرته إلى مخيم لاجئين في السودان . ومنذ ذلك التاريخ ارتبطت مشاعره وأحاسيسه مع تلك المخيمات ، وأهوال اللاجئين فيها ، حتّى بات أديباً ملمّاً بكل خفاياها ، وآلامها ؛ وصار لا يكتب إلّا عن تداعياتها الجسيمة.
   في طفولته انتقلت والدته للعمل في المملكة العربية السعودية ، كخادمة مقيمة  في أحد القصور . وهاجر أدونيا مع أخيه في سن العاشرة للعمل في مدينة جدة ، وهناك شهد أدونيا عنفاً جنسياً ضد النساء والفتيان ، وتم ترحيل المهاجرين إلى مناطق الحرب ، مثل أريتريا ، بناء على أهواء أرباب العمل . وأثارت الإساءات التي تعرّضت لها  والدته على يد صاحب عملها أرقاً مدى الحياة ، وربما تعرّض لها هو نفسه ، كما يوحي بذلك في روايته الشهيرة ” حب في جدة ” . ومع ذلك فقد اكتسب حبّاً للأدب في المملكة العربية السعودية ، عندما أقام شقيقه علاقات صداقة مع مثقف صلات جيدة ، وقرأ الشقيقان كل رواية يمكنهما الحصول عليها من روايات الطيب صالح ، وفيكتور هوغو ، وفرجينيا وولف ” الكتب تُحرّر ” ، ” الأدب حرّرني ” . ويمكن القول أنه بحلول الوقت الذي أمضاه أودينا في المملكة السعودية بات يجيد اللغة العربية .
   عندما كان عمر أودينا حوالي خمسة عشر عاماً ، غادر الشقيقان إلى لندن ، ووصلا إلى كيلبورن في عام 1990 للإقامة مع شخص قريب وبعيد ، وكانا يجهلان التحدث باللغة الإنجليزية ، وكانت تلك الفترة فترة منعزلة ؛ ولكن الشقيقين عزما على تعلّم اللغة في الكلية التي التحقا بها فيما بعد . ودرس أودينا التنمية في جامعة soas في لندن ، ثم الاقتصاد في جامعة كوليدج في لندن .
   رواية ” عواقب الحب ” عام 2008 ، هي روايته البكر ، وقد تُرجمت إلى أكثر من عشرين لغة ، وصدرت في الوطن العربي عن دار الجمل بعنوان ” حب في جدة ” ؛ وقد تم ترشيحها ضمن القائمة القصيرة المختصرة لجائزة كتّاب  الكومنولث . وروايته الثانية التي صدرت في لندن هي ” الصمت لغتي الأم ” عام 2018 ، التي تم درجها ضمن القائمة الطويلة لجائزة أوريل عام 2019 . يأتي مفهوم ” الصمت ” ، في هذه الرواية ، باعتباره ” اللغة الأم ” ، من تجربة أودينا كطفل لاجئ . ناقش علاقته باللغة في مقالته ” جرح التعددية اللغوية : في التنازل عن لغات الوطن ” حيث أشار إلى أنه أجبر على التخلي عن ” لغة الوطن ” في العديد من المناسبات .
   تزوج أودينا من فتاة بلجيكية ، وعلى الرغم من أنه يعيش مع أسرته في لندن حياة مستقرة ، إلّا أنه يشير إلى ” أنك لا تتوقف أبداً عن كونك لاجئاً ” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *