آكوتاغاوا ريونوسوكي : لماذا أكتب ؟

آكوتاغاوا ريونوسوكي : لماذا أكتب ؟*

إعداد محمود يعقوب .

”  أكتب لأنني أريد أن أكتب ” . وليس هذا على سبيل التواضع ولا المبالغة . والقصة الروائية التي أكتبها الآن ، الغرض المؤكد منها أنني أكتبها ،
لأنني أريد فعلاً كتابتها . لا أكتب من أجل الحصول على المال ، ولا أكتب من أجل الناس في هذا العالم .
وعلى الأرجح أنك ستسألني في هذه الحالة : ” حسناً تريد أن تكتب ، ولكن لماذا إذن تريد أن تكتب ؟ ” ، ولكنني شخصيّاً لا أعرف السبب جيداً .
ولكن إن أجبت على السؤال في إطار ما أعرف ، فإن في داخل رأسي ” كلاكيع ” * * تطلّب مني أن أضعها في شكل واضح ومحدّد ، وذلك لأن وضعها
في شكل واضح ومحدّد هو نفسه الغرض من الكتابة . ولذلك عندما تتولّد تلك ” الكلاكيع ” داخل رأسي مرّة ، لا أجد سبيلاً إلّا الاندفاع في الكتابة
حتّى وإن كنت أكره ذلك . أي ربما يكون الأمر يشبه هجوم فكري مهذّب لعقلي .
و‘ن كنتَ ستتقدّم  خطوة للأمام وتسأل : ” حسناً ما هي طبيعة تلك الكلاكيع ؟ ” ، سأعجز مرّة أخرى عن الإجابة . فلا هي أفكار ولا هي مشاعر …
لأنها كما هو متوقع عبارة عن ” كلاكيع ” . ولكن السمة التي تتسم بها على الأرجح لا تستطيع أن تكون هي نفسها حتّى تأخذ الشكل الواضح
والمحدّد لها ؛ كلا ، ليس على الأرجح ، بل المؤكد أنها كذلك . وفيما يتعلّق بهذه النقطة فهي لا تلاحظ في أي نشاط عقلي أو نفسي آخر .
ولذلك ( إن تركتني أنحرف قليلاً عن أصل الحديث ) فأنا أعتقد أن الفن معناه التعبير .
على التقريب هذا هو الغرض المباشر الذي يجعلني أكتب قصص روائية . بالطبع ثمة أغراض متعدّدة أخرى غير مباشرة على الأرجح ،
وربما يمتزج داخلها أشياء من التي يمكن وضع أوصاف إنسانية لها . ولكن مهما كان الأمر فهي أغراض غير مباشرة . فأنا أوكد من البداية
إلى النهاية على أنني أكتب فقط لأنني أريد أن أكتب ، كأمر عادي وطبيعي ومألوف . وعلى الأرجح أنني سأستمر مستقبلاً على نفس الحال .
ليس أمامي أية حيلة أخرى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* : من ترجمة ميسرة عفيفي .
** : ” الكلاليع ” : جمع كلكوع: ما اجتمع من الشَّيء وتضامّ كلاكيعُ العجين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *